ارشيف الاخبار

نادي السد الرياضي

“تشافي: كرة القدم هي أداة تجمع الناس سوية

“تشافي: كرة القدم هي أداة تجمع الناس سوية
08 سبتمبر 2015

​على مدى السنوات السبع عشرة الماضية، تألق تشافي هيرنانديز كنجم ساطع في سماء كرة قدم الأندية وتحّول إلى ما يشبه الرمز في صفوف برشلونة الذي تبنى بنجاح سياسة اللاعبين الذين تم تكوينهم وإعدادهم في الأكاديمية الكروية الخاصة بالنادي والتي تحمل اسم “لا ماسيا” والتي حوّلته إلى الفريق الأكثر نجاحاً في القرن الحادي والعشرين. كما يُشهد لهذا اللاعب المغوار أنه ساهم بإحداث ثورة في عالم كرة القدم الدولية، بمساعدته المنتخب الأسباني على حصد لقبه الأول في بطولة كأس العالم لكرة القدم بين لقبين أوروبيين، هذا بالإضافة إلى تبني أسلوب كروي لا يُقهر يعتمد على التمريرات القصيرة.

والآن، بعد أن انضمّ إلى صفوف ناديه الثاني في مسيرته الكروية الحافلة وهو نادي السدّ القطري، يبدو لاعب خط الوسط وصاحب الرؤية الكروية الثاقبة عازماً على نقل خبرته إلى جيل شاب يستقي الإلهام من بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وللمرة الأولى منذ أن رفع كأس دوري أبطال أوروبا مع البارسا في الصيف المنصرم، جال تشافي في مكاتب اللجنة العليا للمشاريع والإرث وتحاور مع الموقع الإلكتروني للجنة www.sc.qa متحدثاً عن مسيرته الكروية المشرفة. وفي الجزء الأول من مقابلة تمتد على ثلاثة أجزاء، تحدّث نجم الكرة الأسبانية عن سنوات إعداده الأولى، وذكرياته الأولى من عالم المستديرة الساحرة، ومصادر إلهامه في المراحل المبكرة من مسيرته الكروية، وسبب دهشته عندما التقى للمرة الأولى باللاعبين الشبان في قطر.

فلنبدأ بالمحطة الأولى في بلازا ديل بروغريسو في مدينة تيرّاسا. ما هي الذكرى الأولى الحاضرة في ذهنك عن ركل كرة قدم؟

“اللحاق بكرة القدم هو أمر حاضر في أقدم ذكرياتي. كانت لعائلتي ولجدي خلفية كروية. فقد كان والدي لاعب كرة قدم محترف، ومن ثم مدرب. لعب شقيقاي أليكس وأوسكار كرة القدم أيضاً، وفي المنزل كان الجميع يتنفس أجواء كرة القدم. ومنذ تلك المرحلة، بدأت اللحاق بالكرة، واللعب في مدرسة كروية في جابا في تيرّاسا. كنتُ ألعب في بلازا ديل بروغريسو خلال أوقات الفراغ من المدرسة وفي نهاية الأسبوع، ومن ثم أسس والدي مدرسة لكرة القدم في تيرّاسا وأصبحتُ أذهب إلى هناك مع شقيقاي للعب”.

من كان أول مثال أعلى بالنسبة لك عندما كنت طفلاً؟

“في المرة الأولى التي زرتُ ملعب كامب نو كان ذلك لحضور مباراة كأس غامبر مع كل أفراد العائلة. اصطحبنا والدي وجدي إلى هناك ووقعت في غرام بيرند شوستر. كان مختلفاً جداً ويتميز بأنه أشقر وقد قلب بعض المعايير في اللعبة. كان يرسل تمريرات طويلة لثلاثين أو أربعين متراً وهو أمر لا نراه في عالم كرة القدم، لقد أسرتني طريقة لعبه. وبعد ذلك، عندما كنت أتدرّب مع برشلونة وأصبحتُ على دراية أكبر بأسلوب اللعب، وأنا في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من العمر، طلب مني المدربان جوان فيلا، [ألبرت] بيناغيس، أن أراقب بيب جوارديولا وألاحظ كيف يختار التعامل مع الكرة بلمسة أو لمستين دون توقف. كان بيب وجييرمو بمثابة مرجعين لكافة الأجيال الجديدة التي تنضمّ إلى الفريق للمرة الأولى”.

إذاً، يمكن القول إن مصدر إلهامك الأول هو المدرسة الكروية الألمانية؟

“نعم، أظن ذلك. اللاعب الأول الذي راقبته كان ألمانياً. ربما يعود سبب إعجابي بأدائه الكروي وشخصيته إلى ذلك الشعر الأشقر”.

17

أنت الآن مصدر إلهام جيل جديد من اللاعبين الشبان في قطر والمنطقة. هل توحّدنا المستديرة الساحرة جميعاً؟

“نعم، بالطبع. كرة القدم [موجودة] في كل مكان. إنها عالمية. أعتقد أن معظم فئات المجتمع في أية دولة أو غالبيتها تروق لها كرة القدم. إنها قوة موحدة وأداة تجمع الناس سوية في أي مجتمع وفي أي مكان في هذا العالم. يأتي المرء إلى قطر ويلاحظ الاحترام الذي يكنّه الناس لي هنا، حتى أنهم يطلبون الحصول على توقيعي للذكرى، وكذلك الاحترام الكبير من قبل الزملاء والجميع لي. وبما أني لعبتُ مع البارسا وفزتُ بالألقاب، فإن الجميع يُذكرني بهذه المباريات؛ نهائي كأس العالم، وكأس الأمم الأوروبية، وحتى دوري أبطال أوروبا. كرة القدم عالمية، والجميع يحبّها. ويتابع الناس هنا الدوري الأسباني عن كثب، ويحبونه كثيراً”.

ما هو الانطباع الذي كوّنته حتى الآن عن كرة القدم في قطر؟
“شاهدتُ مباريات لمنتخب تحت 17 سنة والمنتخب الأول، كما راقبت بعض المواهب الفردية. لاحظتُ أن هناك مواهب جيدة. قامت أكاديمية أسباير بعمل عظيم على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية. هناك لاعبون حصلوا على تعليم ممتاز وأفكار ومفاهيم عظيمة، وهو أمرٌ جيد جداً لفهم كرة القدم والخوض في غمارها، وما يتبقى هو صقل هذه المواهب. أعتقد أنه يمكن لقطر، ورغم عدد سكانها الصغير، أن يكون لديها لاعبون محترفون كبار يتمتعون بمواهب ممتازة”.

بالحديث عن هؤلاء اللاعبين الذين يمرّون الآن بمرحلة الإعداد هنا، ألم يجلب لك هذا ذكرياتك من أكاديمية نادي برشلونة “لا ماسيا”؟ كيف تصف يومك الأول هناك عندما كنت في الحادية عشر من العمر؟

“كنتُ في غاية التوتر، كان أفراد عائلتي من مشجعي البارسا طيلة حياتهم. عندما أعلمني والدي بتوقيع عقد الانضمام إلى برشلونة، شعرتُ بإثارة بالغة وكأني أعدو بسرعة 200 كيلومتر في الساعة. من تلك النقطة، حاولت التعلم والاستمتاع والاستفادة من كل ما يجري في الأكاديمية وعلى أرض الملعب. كانت مدرسة حياة ومدرسة كرة قدم. تعلمت كل شيء في أكاديمية برشلونة. إني فخور لكوني سليل برشلونة وبكل ما حققته مع النادي”.